حاول

ـ1ـ
قاموسُ العشّاق
يحتوي على ملايين الكلمات المشجعة، 
منها: حاولْ.
البارحة.. حاولت.
أرسلتُ لـ "فافي" قصيدة لا تُقاوَم، 
فقاومت..
أخبرتها قصّةً لا تنسّى، 
فنسيت.
الإحباطُ الذي اجتاحني
كان أقوى من إعصار كارولينا القاتل
ومع ذلك.. 
لم تشفقْ عليّ.
ـ2ـ
حاولْ.. 
ولا تيأس:
"فافي" تستقبلُ النهار،
وأنا أودّع منتصفَ الليل..
هي في كامل وعيها..
وأنا أتقلّب على جمر النعاس،
محاولاتي كلها باءتْ بالفشل.
أضفتُ الى قاموس العشاق 
جملة بائسة:
حبي، فعلُ ماضٍ ناقص،
لم تعترفْ به أخواتُ كان.
حتى 
ولا 
"فافي"
ـ3ـ
حاولْ.. ولا تيأس:
الساعة ناهزت الثانية صباحاً..
والنعاسُ يتلاعب بناظريّ:
نمْ.. 
قمْ.. 
قمْ.. 
نمْ..
وأنا أردد على مسمع "فافي":
بيتزا حارّة..
فطير بالفلفل واللحم..
نظارات..
كم أنت جميلة..
فإذا بالشمس تدقّ على زجاج شباكي،
لتبشّرني بقدوم فجر جديد 
تمنيت ألا ينبلج.
وإذا بها تتذكّر..
فصحتُ كعاشق مجنون:
هللويا.. 
أشرق الفرج.
ـ4ـ
ألم أقلْ لكم إنها بريئة كطفلة..
جميلة كزهرة..
ناضجة كقصيدة..
مُحبّة كـ نبيّ..
وحنونٌ كامرأة.
لماذا لم تصدّقوني؟
إقرأوا اعترافها بالذنب:
"تبًّا لي
نعم..
طبعًا..
البيتزا الحارة 
والفطيرُ بالفلفل واللحم..
سيدني
وأوبرا هاوس
والكنغر واليمامات وأبوريجينال
ذوو البشرة المُلوّحة بالشمس
والفقر والأسمال البالية...
طبعًا تذكرت..
الشقيقات الثلاث
والتليفريك
ودوشة المُعجبين
وصندوق اللعب
وأنتَ 
وجوزاف
وأنا
وحقيبتي الضائعة
وشالُ الحرير....
تذكرتُ الآن كلَّ شيء
كان الجوُّ بارداً، 
وكنا عائدين من حفل الساسة 
ذوي الياقات العالية
والأنوفِ الطويلة.
صح؟
وأنتَ- أيها المجنون
الذي يقطُرُ الشِّعرُ منه،
طلبتَ لنا بيتزا 
تكفي قبيلة يثرب بأسرها
ونسيتَ أننا وفقط
ثلاثة شعراء صعاليك
ندورُ في أزقّة العاشقين
نُطعمُ اليمام
ونغنّي.
تذكرتُ الآن..
هل نسيتُ نظارتي فوق الطاولة الأسترالية؟
لا أجدُها هنا في مصرَ..
من فضلك 
ابحثْ لي عنها 
في المطعم اللبنانيّ، 
وردّها إليّ 
لكي أرى".
صحيح أنها بريئة 
وجميلة 
وناضجة 
ومحبّة 
وحنونة..
لكن "فافي" ليست أذكى مني!.
وضعتُ نظارتها على عينيّ
كي أرى ما ترى
وكي 
لا ترى 
أحداً 
غيري.
**