حالة استنفار

ـ1ـ
أعيش، 
منذ البارحة،
حالة استنفار..
صُفّارات الإنذار في مكتبي
أسمعتْ مَن به صممُ..
ساقاي تركضان لوحدهما،
وأنا جامدٌ في مكاني.
يا إلهي.. 
ما العمل؟
وقعتْ إحدى قصائدي
بين يديّ 
"فافي"
ـ2ـ
الجريمة اِرتُكبتْ 
عند  الرابعة فجرا.
النعاسُ 
يجرّ عينيّ إلى الفراش،
وأصابعي تقفز فوق أحرف "الكي بورد"
كـ هِرّة "فافي"..
أصابعي.. 
هي التي طيّرتِ القصيدة.
ـ3ـ
حاولتُ أن أوقفها..
شغّلت برنامج محاربة الجراثيم..
أطفأتُ الجهاز..
شغّلتُ الجهاز..
فإذا برسالة تأتيني منها..
وإذا بي 
أقبّلُ 
أصابعي!
ـ4ـ
سطرٌ واحدٌ فقط
خطَّته أناملُ "فافي"..
أهداني بساطَ الريح،
قنديلَ علاء الدين
مغارةَ علي بابا،
صوتَ أم كلثوم،
عودَ فريد الأطرش،
أوفَ وديع الصافي،
وسماءَ فيروز..
"فافي" تأمرني بغنجها القاتل:
"انشرها يا شاعر..
وعلّم الناس 
كيف الحب 
وكيف الشعر"
ـ5ـ
أطلبوا لي 
سيارةَ 
إسعاف. 
**