عيناي

ـ1ـ
عندما
داستْ "فافي"
ثرانا الأسترالي،
انقلبَ الثرى الى ثريا..
وتحوّلت الأزهارُ
والأشجارُ 
أنجماً.
جميعُ كاميرات التصوير
أخفقتْ في التقاط صورة لها.
عينايَ فقط..
تمكنتا من حفرها 
على الحدقتين.
وحجبها عن أعين الناس.
ـ2ـ
المئات 
يتدافعون
ويدفعون 
لالتقاط صورة تجمعهم بها..
وعندما يعاينون الصورة
يصرخون من هول المفاجأة:
أين
"فافي"؟
ـ3ـ
.. كي أطلق سراحها
استعانت "فافي"
بأشهر المنجّمين الأستراليين
أرسلت من ينوب عنها في المفاوضات
هددتني بلعنة الفراعنة..
أخيراً..
قررت أن ترشوني..
خصَّتني بلقاءين تلفزيونيين
وأكلتيْ بيتزا وسوشي
مرفقتين بوجبة سريعة 
من مطعم ماكدونالد.
وكانت عيناي بعد كل لقاء
تتفنّن أكثر في حفر 
تقاسيم وجهها المشرق..
وزيادة عدد قضبان سجنها.
ـ4ـ
اشتعلت حربٌ دبلوماسية
بين مصر وأستراليا.
تدخّل الإعلام العالمي في القضية..
صاحت الجماهيرُ بصوت كأنه الرعد:
يجب إطلاق سراح "فافي"
إذ ليس من حق أحدٍ
ولو كان شاعراً
أن يستأثر بصورتها.
ـ 5ـ
بكت "فافي"
حين أطلقتُ سراحَها..
ليس بسبب انتصارها عليّ..
بل لأنها أدركتْ
أن ثمنَ حريتها كان غالياً جداً.
...
لقد خسرتُ عينيّ.
**