حمامة الأوبرا هاوس

ـ1ـ
ذكّرتني "فافي"، 
وهي تقفز من مكان 
إلى مكان،
أمام دار الأوبرا في سيدني
بحمامة بيضاء،
لم يقلّم جناحيها الغرام.
ـ2ـ
كانت تتراكض كأنشودة مدرسية
على شفاه أطفال،
لم تغبّر مراويلهم 
نظراتُ إعجاب..
أو عباراتُ غزل.
ـ3ـ
همّها الوحيد: 
أن تجمع الأماكن السياحية
داخل كاميرتها الصغيرة..
لتنقل الدهشةَ والفرحَ إلى عينيها.
وحين راجعتْ صورَها..
اكتشفتْ خيانة الكاميرا لها..
وأدركتْ ان الأماكنَ السياحية 
هي التي افتتنتْ بها،
وهي التي صوّرتها.
ـ4ـ
أما أنا..
فكنت أركضُ وراءها
كطفل ضيّع طريقه..
وليس له سوى ظلّها
كي يحتمي به.
ـ5ـ
"فافي" تركضُ..
وعيناي مثقلتان بغيرة قاتلة.
هل يعقل أن تغارَ العينان
من صورة جامدة؟
هل يعقل أن يتخلّى القلبُ عن نبضاته
ليستبدلَ بها  وقعَ خطواتها؟
إذا كان للجنونِ فنونٌ
ها أنا أعلن جنوني.
**