ارثوا لحالي

ـ1ـ
الكلّ يعلمُ،
أنني "مجنونُ فافي".
أعلنتُ جنوني لحظةَ إزاحةِ الستار
عن لقائنا الأول.
وبعد مراجعةِ صفحتها على "الفايس بوك"
وجدتُ أن عددَ المجانين بها،
أكثرُ من دقّاتِ قلبي.
توقف قلبي عن النبضان
تضامناً معي.
ـ2ـ
عانيتُ شهراً كاملاً
كي أتلفّظ بكلمة: أحبّكِ.
طلعتْ من حنجرتي ضعيفةً،
مرتعدةً، 
تتلطّى خلفَ حججٍ كثيرة
لدرجةٍ لم أسمعْها أنا،
فكيف تسمعها "فافي"؟!.
ـ3ـ
أنا خَجِلٌ وخائفٌ بحبّي لها،
والمعجبونَ يعلنونَه على السطوح.
إسمعوهم، وابكوا عليّ:
"أنا بَموت فيكي يا ستّ الكل"
"أنتِ شمس منورة قلبي"
"ربّنا يحميكي ليّا وحدي"
"أنتِ كلمة جميلة وأنا بعشق جمالك"
أنتِ، 
أنتِ، 
أنتِ..
فأين مكاني في قلبِ "فافي"؟
أنا فردٌ 
وهم جماعات!
أنا صفرٌ 
وهم ملايين!
ـ4ـ
كذبَ من قال:
حبّ "الفايس بوك" مبتذل.
صدقَ القائل:
حبّهم لفافي صحيحٌ
وتلقائيٌّ،
وجنونيٌّ.
حاولت أن أردَعَهم عنه،
فشلت..
كونَها أحبّتهم هي أيضاً.
ـ5ـ
زحمةٌ قاتلةٌ 
يسببها المعجبونَ في حلقي،
أفتّش عن كلمةٍ أستدرجُها بها،
فإذا بهم يسبقونني إليها،
يجاهرون بها دون خوف.
حبُّهم لها 
مَلِكٌ تاجُه هرمٌ.
حبّي لها 
عبدٌ قيدُه قبرٌ.
هم الأقوى..
وأنا الأضعف.
فارثوا لحالي.
**